كيف تكون التدوينة مقروءة، ممتعة، ومقنعة للقارئ!

Hello, Blogger!

عندما تقوم بكتابة تدوينة، يجب أن تراعي أموراً عديدة إلى جانب المحتوى. يمكن تصنيف هذه الأمور على مستويات تتدرج من الأمور الأساسية إلى الأمور الاحترافية بالشكل الآتي.

كيف تكون التدوينة مقبولة للقارئ؟

تذكر دوماً أن المدونات هي -بطبيعتها- محتوى مفتوح وموجود على الوب ليقرأه أي شخص. وبالتالي فعلى تدوينتك أن تكون مقروءة بالنسبة لأي شخص، سواء كان (بفرض أنك تدون بالعربية) سورياً أم تونسياً، وبذلك فعليك بالتأكيد أن تبتعد عن الكتابة بالعامية فقد تكون غير مقروءة لمن لا يتكلم بلهجتك المحلية نفسها، إضافة لأن المحتوى العامي غالباً ما يعطي انطباعاً سلبياً عند القارئ الذي سيظن بأن التدوينة سوقية وغير ذات محتوى واعد.

كما أن للجانب الإملائي وعلامات الترقيم أهمية أيضاً، فالتدوينة المكتوبة بإتقان تكون قراءتها أسلس وتساعد القارئ على التركيز على المحتوى فلا تشتت انتباهه الأخطاء البسيطة. إضافة لأن علامات الترقيم تجعل الجمل أكثر وضوحاً واتساقاً فتشعر القارئ وكأن أحدهم يقرأ التدوينة على مسامعه بحركاتها وسكناتها.

كيف تدون التدوينة ممتعة للقارئ؟

التدوينة الممتعة بنظري هي التدوينة التي لا أشعر عند قراءتها بالملل أو بطول الوقت أو بالرتابة والتكرار!

formatting iconsحتى تكون تدوينتك ممتعة، عليك أن تحرص على تنسيقها بشكل يوضح الأفكار الأساسية والفرعية للقارئ ويأخذه بيده بسلاسة من نقطة إلى أخرى، فتقوم مثلاً بتقسيم التدوينة إلى مقاطع نصية بشكل منطقي حسب الأفكار، وتضع عناوين عريضة عند الانتقالات المفصلية، وتجعل النصوص المقتبسة تبدو على أنها فعلاً اقتباسات وليست جزءاً من نص التدوينة، إضافة إلى غيرها من التنسيقات المختلفة التي من الممكن استخدامها للتعبير عن النصوص.

كما أن ربط الكلمات التي قد تكون جديدة على القارئ (أو تحتاج للقراءة عنها بعض الشيء) بصفحات وب أخرى بواسطة الروابط Links تجعل التدوينة “شفافة” للقارئ، فلا يتعثر بمصطلح لا يعرفه، ولا يشعر بالإحباط والملل إن واجه معلومة لم يتمكن من استيعابها، فمعظم القراء ليست لديهم “المروءة” لأن يبحثوا عن ذلك، وإنما سيتركون التدوينة ببساطة ويرحلون ما لم يجدوا مرجعاً سريعاً يستطيعون من خلاله فهم ما تعثروا به، والروابط تشكل الوسيلة الأنسب لتوفير ذلك المرجع السريع.

ورغم كل ذلك فإن النصوص وحدها لا تكفي، فرؤية نص “بحت” تبدو مرعبة، خصوصاً إن كان طويلاً. وهنا يأتي دور الوسائط: الصور والفيديوهات وغيرها (كالأكواد إن كانت تدوينتك برمجية 😀 ). ورُبّ صورة خير من ألف كلمة لإيصال الأفكار، ناهيك عن الدور الترفيهي للوسائط والجانب الجمالي والتنوع الذي تضفيه على التدوينة مما يساهم في إبعاد شعور الملل عن القارئ، ولكن لا تكثر وإلا ستتحول تدوينتك إلى فوضى ومعرض صور وفيديوهات!

Multimedia icons

وبالتأكيد لا يخفى على أحد أن البلاغة في الإيجاز! حاول دوماً أن تبتعد عن الحشو (الذي يبدو أني أقوم به في هذه التدوينة 😀 ) واجعل تدوينتك بحجم مقبول قدر الإمكان وإلا سينفر القارئ بمجرد رؤية الـ Scroll Bar!

كيف تكون التدوينة مقنعة للقارئ؟

طبعاً هذا يعتمد بشكل كبير على نوع المحتوى، فأنا أتحدث عن الإقناع العلمي أو الفكري، وهي أمور لا تنطبق على التدوينات الشعرية مثلاً، أو التدوين عن اليوميات، والتي أظنها أموراً شخصية لم تكتب بهدف الإقناع أو النقاش أصلاً بل بهدف التعبير.

citation needed
Citation Needed (بحاجة لمصدر) هي العبارة التي تعبر عن موثوقية موسوعة Wikipedia

عليك أن تتوقع أن الكثيرين من القراء بمجرد قراءتهم مثلاً لحقيقة علمية ذكرتها في تدوينتك سيقولون “من أين جئت بهذا؟!” خصوصاً إن كانت التدوينة علمية ذات طابع “أكاديمي”. فإما أن تذكر برهانك الشخصي على ذلك، أو أن تذكر المصدر الذي جئت منه بهذه الحقيقة، وفي كلا الحالتين فعليك تحري الدقة قدر الإمكان في نقل الفكرة أو عرضها حتى لا تقع في الاجتزاء أو تبدو الفكرة بشكل مشوه، مما يجعل تدوينتك عرضة للانتقاد والشك، وسينعكس ذلك سلباً على سمعة مدونتك وسمعتك بشكل عام.

creative-commons-attribution
رمز رخصة النسبة من رخص المشاع الإبداعي

ومما يترك انطباعاً جيداً عند القارئ، خصوصاً القارئ المتمرس، أن تنسب كل اقتباس، صورة، أو أي شيء من هذا القبيل إلى صاحبه حرصاً منك على توثيقه، ذلك يجعل الآخرين يحترمونك لاحترامك لغيرك. وإياك ثم إياك أن تأخذ شيئاً وتنسبه لنفسك، فنحن لسنا في أواسط القرن العشرين حتى تسرق أعمال غيرك دون أن ينتبه أحد، من الصعب جداً سرقة عمل غيرك في عصر الإنترنت، سينكشف أمرك وتكون عاقبتك وخيمة!

wikipedia

وكلما كانت مصادرك أكثر شهرة وموثوقية، كلما زاد ذلك من رصيد الإقناع في تدوينتك. ليس مقنعاً في الواقع أن تقول: “هذا ما قاله أستاذي في المدرسة” مهما كانت الحقيقة التي قالها صحيحة! أما أن تقول “تم نشر هذا في صحيفة الـ Scientific American” (مع ربط تلك العبارة بالصفحة التي نشر فيها ذلك) فهو بلا شك أمر جيد، أنت تستمد موثوقيتك من الصحيفة التي لها شهرة علمية عالمية. كما أنه ليس من المقبول أن تستشهد برد ضمن نقاش جرى على أحد المنتديات الكثيرة في شبكة الإنترنت. بينما من المقنع جداً الاستشهاد بمقالة في موسوعة Wikipedia مثلاً.

هذه بعض الأمور التي أجدها مهمة وأعمل على تحقيقها عند محاولة نشر أية تدوينة، وسأحاول إن شاء الله أن أكتب تدوينة لاحقة عن كيفية الترويج لتدويناتك ومدونتك ملخصاً فيها تجربتي المتواضعة المحدودة في هذا المجال.

18 رأي على “كيف تكون التدوينة مقروءة، ممتعة، ومقنعة للقارئ!

  1. بوركت جهودك أخي تامر.. التدوينة متميزة جداً ومفيدة جداً.. شكراً لك.. أعجبتني بالغ الإعجاب.. كما أنها لا تحتوي على حشو 😉

  2. يعطيك العافية 🙂

    عندي أسئلة عملية حول الموضوع إذا أحببتم أن تعطوا رأيكم!

    ماذا إن كانت المادة تحتوي الكثير من التفاصيل والآراء.. مما يجعلها حكما طويلة، وربما مملة لكونها نوعا ما تقريرية.. كيف يمكن جعلها أكثر جاذبية؟

    أصادف هذه المشكلة في تحويل المادة التالية إلى مدونة.. وبدأت أسأل نفسي إن كان التدوين أصلا مناسب لإيصال هذا النوع من الأفكار:
    https://docs.google.com/document/d/1OoXQ-pVO_nmBrRk9J8GQZ5UzQUqBRLiVpSY-37yLu3g/edit

    ويهمني سماع رأيكم 🙂

    1. الله يعافيك أهلاً أخي عمار 🙂

      لا أخفيك أن مهمتك صعبة! وربما هناك أنواع محتوى أنسب لهذه المادة كمقالة إخبارية مثلاً (المقالات الإخبارية تحوي اقتباسات بطبيعتها).

      ولكن بنظري هناك بعض التعديلات التي من الممكن أن تجعل المادة تدوينة جيدة مفيدة:
      * كاختصار بعض الأشياء غير المرتبطة بصلب الموضوع (مثل الفقرة بين “قبل الإكمال أود التنويه […] أو هنا على شكل صورة.”).
      * والتقليل من الاقتباسات واقتباس الأجزاء المهمة فقط من التعليق المقتبس (ولكن بدون اجتزاء 😀 ).
      * كما أن عناوين النتائج طويلة لدرجة أنها لا تصلح لتكون عناوين، أظنه من الأفضل أن تكتب “النتيجة” (مثلاً) بعد كل مشكلة، وتدمج عنوان كل نتيجة حالياً مع فقرتها بحيث تصبحان نصاً واحداً، فالملخص الأخير كفيل بتوضيح النتائج كنقاط بشكل أفضل.
      * ومن الجيد جداً أن تجعل الملخص على شكل مخطط (ربما باستخدام PowerPoint ثم ScreenShot فيصبح صورة) بدلاً من وضعه بشكل نصي، إن جعلت هذا المخطط على شكل صورة جذابة فهذا سيجعل تدوينتك رائعة!
      * وإضافة صور (أو وسائط) معبرة عند نتائج كل مشكلة حتى تصبح التدوينة أكثر جاذبية 🙂
      * اختصار الفقرات الأخيرة وتبسيطها: شخصياً أحبذ أن تختتم التدوينة بمقطع مختصر، فحبذا لو تدمج “مشاكل أخرى تطرقنا لها عرضا فقط” و “تعقيب” والمصادر وتجعلها مختصرة (خصوصاً توصيف المراجع) بحيث لا تشكل عبئاً على القارئ الذي انتهى للتو من قراءة المشاكل.

      وأنا جاهز للمساعدة في حال أحببت أخي عمار 🙂

  3. جزاك الله خيرا
    فعلا أحذت بيدي لمكان عالٍ اعطيتني هذه النصائح به وأتقنت حفظها بفضل الله
    شكرا أخي
    ننتظر المزيد من هذه الإبداعات الجميلة .

  4. الله يجزي كل جهودك ألف خيرا! لقد شجعني مدونتك هذه على صنع مدونة لنفسي، وسأطبق نصائحك على تدويناتي التي سأكتب (إن شاء الله) في المستقبل 🙂

اترك رداً على Tamer Shlash إلغاء الرد